کد مطلب:266688 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:237

الجهل بحکمة الغیبة لا ینافیها
ثم یقال للمخالف فی الغیبة: (أتجوز أن یكون للغیبة) [1] وجهُ صحیح اقتضاها، ووجه من الحكمة استدعاها، أم لا تجوٌز ذلك؟

فإن قال: أنا لذلك مجٌوز.

قیل له: فإذا كنت له مجوّاً فكیف جعلت وجود الغیبة دلیلاً علی أنه



[ صفحه 43]



لا إمام فی الزمان، مع تجویزك أن یكون للغیبة سبب لا ینافی وجود الإمام؟!

وهل تجری فی ذلك إلاّ مجری من توصّل بإیلام الأطفال إلی نفی حكمة الصانع تعالی، وهو معترف بأنه یجوز أن یكون فی إیلامهم وجه صحیح لاینافی الحكمة.

أو مجری من توصّل بظواهر الآیات المتشابهات إلی أنّه تعالی مشبِه [2] للأجسام، وخالق لأفعال العباد، مع تجویزه أن یكون لهذه الآیات وجوه صحیحة لا تنافی العدل، والتوحید، ونفی التشبیه.

وإن قال: لا أجوز أن یكون للغیبة سبب صحیح موافق للحكمة، وكیف أجوز ذلك وأنا أجعل الغیبة دلیلاًعلی نفی الإمام الذی تدّعون غیبته؟!

قلنا: هذا تحجر منك شدید، فیما لا یحاط بعلمه ولا یقطع علی مثله.

فمن أین قلت: إنه لا یجوز أن یكون للغیبة سبب صحیح یقتضیها؟!

ومن هذا الذی یحیط علماً بجمیع الأسباب والأغراض حتی یقطع علی انتفائها؟!

وما الفرق بینك وبین من قال: لایجوز أن یكون للآیات المتشابهات وجوه صحیحة تطابق أدلة العقل، ولا بد من أن تكون علی ما اقتضته ظواهرها؟!



[ صفحه 44]



فإن قلت: الفرق بینی و بین من ذكرتم أننی أتمكن من أن أذكر وجوه هذه الآیات المتشابهات ومعانیها الصحیحة، وأنتم لا تتمكّنون من ذكر سبب صحیح للغیبة!

قلنا: هذه المعارضة إنّما وجهناها علی من یقول: / [3] إنه غیر محتاج إلی العلم علی التفصیل بوجوه الآیات المتشابهات وأغراضها، وإن التعاطی لذكر هذه الوجوه فضل وتبرّع، وإن الكفایة واقعة بالعلم بحكمة القدیم تعالی، وإنه لایجوز أن یخبر عن نفسه بخلاف ما هو علیه.

والمعارضة علی هذا المذهب لازمة.


[1] ما بين القوسين سقط من «ب».

[2] في «ب»: مشابه.

[3] من هنا سقط من «ب».